تونس..عدد مرضى السكّري في ارتفاع..والمؤشرات مفزعة
تحيي تونس على غرار سائر دول العالم في الـ 14من نوفمبر اليوم العالمي لمرضى السكري، ويتزامن ذلك مع تنظيم حملات للتقصي لهذا المرض الذي ما انفكت نسبة الإصابة به ترتفع، خاصة في ظلّ التغيّر في نمط الحياة الذي يساهم في رفع خطر الإصابة بهذا الداء وخاصة السكري صنف 2 الأكثر انتشارا في العالم.
ويشكو 15.5 بالمائة من التونسيين من داء السكري، وفقا لدراسة قامت بها وزارة الصحّة، وتصل في المناطق الحضرية إلى 20 بالمائة، وفق ما صرّحت به الأستاذة المبرزة بالغدد الصماء والسكري بمستشفى شارل نيكول ابتسام بن ناصف.
وتشير التقديرات إلى أنّ نسبة الإصابة بالسكري بين التونسيين قد تبلغ 26 بالمائة في سنة 2026، وهو رقم مفزع يحتّم تظافر الجهود من أجل الحدّ من انتشار هذا الداء من خلال التقصي المبكر واتباع نظام غذائي صحّي وممارسة الأنشطة البدنية.
تقصي مجاني في مقر المعهد الفرنسي بتونس
وبمناسبة اليوم العالمي لمرض السكري ستنتظم بالمعهد الفرنسي بتونس يوم الخميس المقبل تظاهرة تحسيسية حول مرض السكري، تتضمن عيادات تقصي مجانية لداء السكري وحلقات نقاش حول سبل التوقي من المرض.
وأوضحت الدكتورة ابتسام بن ناصف أنّ عمليات التقصي ستكون مجانية وستتم من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة الخامسة مساء
وإضافة إلى عيادات التقصي المبكر، سيحتضن المعهد الفرنسي بتونس ورشات للتوعية بمخاطر المرض على الصحة، فضلا عن ورشات حول النظام الغذائي والأنشطة البدنية.
وسينشّط هذه الورشات أطباء في اختصاص مرض السكري والغدد والعيون وأخصائيين نفسانيين.
كما ستحضر الورشات الأستاذة الشلي وهي طبيبة نساء وتوليد للحديث عن المشاكل الجنسية لمرضى السكري.
ولفتت الدكتورة ابتسام بن ناصف إلى أنّ الإصابة بالسكري خاصّة من نوع 2 الأكثر إنتشارا في تونس والعالم، تنتجج عن عدّة عوامل منها العوامل منها الوراثية إضافة إلى السمنة والنساء اللاتي تشتكين من تكلّس في المبيض.
ويتهدّد المرض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الدهون في الجسم وارتفاع ضغط الدم.
كما أشارت إلى تأثير نمط الحياة العصري والعادات الغذائية غير الصحية في ارتفاع الإصابة بالسكري.
ما هو داء السكري؟
ووفق تعريف منظّمة الصحّة العالمية فإنّ داء السكري هو مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه.
ويؤدي السكري مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.
ويمكن التمييز بين نوعين من داء السكري
داء السكري من النمط 1
يتسم داء السكري من النمط 1 (الذي كان يُعرف سابقاً باسم داء السكري المعتمد على الإنسولين أو داء السكري الذي يبدأ في مرحلة الشباب أو الطفولة) بنقص إنتاج الإنسولين، ويقتضي تعاطي الإنسولين يومياً. ولا يُعرف سبب داء السكري من النمط 1، ولا يمكن الوقاية منه باستخدام المعارف الحالية.
وتشمل أعراض هذا الداء فرط التبوّل، والعطش، والجوع المستمر، وفقدان الوزن، والتغيرات في البصر، والإحساس بالتعب. وقد تظهر هذه الأعراض فجأة.
داء السكري من النمط 2
يحدث هذا النمط (الذي كان يُسمى سابقاً داء السكري غير المعتمد على الإنسولين أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة) بسبب عدم فعالية استخدام الجسم للإنسولين. وتمثل حالات داء السكري من النمط 2 90% من حالات داء السكري المسجّلة حول العالم، وتحدث في معظمها نتيجة لفرط الوزن والخمول البدني.
وقد تكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، ولكنها قد تكون أقل وضوحاً في كثير من الأحيان. ولذا فقد يُشخّص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، أي بعد حدوث المضاعفات.
وإلى وقت قريب لم يكن يصادف هذا النمط من داء السكري إلا البالغين، ولكنه يحدث الآن في صفوف الأطفال أيضا.